s

٢٣.منزله سعد بلع القمريه

سعد بلع هو المنزلة القمرية الثالثة والعشرون في نظام منازل القمر الذي يتبعه العرب منذ القدم. تُعد هذه المنزلة بداية مرحلة جديدة من الشتاء، حيث يبدأ الطقس بالاعتدال تدريجيًا، مع انتهاء البرودة الشديدة التي تميزت بها المنازل السابقة. استُخدمت هذه المنازل قديمًا لمعرفة الأحوال الجوية وتحديد الفصول، ما جعل سعد بلع علامة فارقة في اقتراب الربيع.

سعد بلع: التعريف والموقع

الاسم: سعد بلع.

الترتيب: المنزلة الثالثة والعشرون في منازل القمر.

الموقع: يقع في برج الدلو، ويأتي بعد منزلة سعد الذابح، يليه سعد السعود.

التوقيت: يبدأ سعد بلع بعد انتهاء منزلة سعد الذابح ويستمر حوالي 13 يومًا، ويأتي في بداية شهر فبراير حسب التقويم الميلادي.

مميزات منزلة سعد بلع

المدة الزمنية: تستمر سعد بلع لمدة 13 يومًا، كما هو الحال مع معظم المنازل القمرية.

المناخ: يتسم الطقس خلال فترة سعد بلع بالاعتدال التدريجي، إذ يبدأ الناس بالشعور بانخفاض حدة البرد، وتزداد فترات الدفء خلال النهار، بينما تبقى الليالي باردة.

الأمطار: تعتبر هذه الفترة بداية موسم أمطار الربيع، إذ قد تتساقط أمطار خفيفة تساهم في انتعاش الأرض وتهيئتها لمرحلة النمو والنضوج في فصل الربيع.

الزراعة: تعتبر هذه المنزلة مناسبة للزراعة، إذ يبدأ المزارعون بزراعة المحاصيل الربيعية، مثل الحبوب والخضراوات. وتكون التربة قد حصلت على كميات كافية من الرطوبة، مما يهيئها للزراعة بشكل مثالي.

سعد بلع في التراث العربي

عُرف سعد بلع بكونه رمزًا لبداية زوال البرودة الشديدة واقتراب الدفء التدريجي، ولذلك قيل عنه إنه “يبلع البرد”، أي يمتصه ويخفف حدته. وكان العرب يستبشرون بدخول هذه المنزلة، إذ يرون فيها علامة على بداية تحسن الأحوال الجوية واقتراب فصل الربيع، الذي يعتبرونه موسم الخصب والنماء.

سعد بلع في علم الأنواء

في علم الأنواء، يُعد سعد بلع بداية فترة انتقالية مهمة بين فصل الشتاء والربيع، حيث تكون هذه الفترة جسرًا بين البرودة الشديدة والدفء المعتدل. ويعتقد العرب أن سعد بلع يُشير إلى دخول مرحلة جديدة من المناخ، تكون فيها السماء صافية إلى حد ما، وتكون درجات الحرارة أكثر اعتدالًا مما سبقها. ويظهر في هذه المنزلة نجم مميز في برج الدلو، حيث يُمكن للمهتمين بعلم الفلك رؤيته بشكل واضح.

تأثير سعد بلع على الحياة اليومية

بسبب الاعتدال التدريجي في الطقس، يبدأ الناس بالاستعداد للخروج أكثر والقيام بالأنشطة اليومية في الهواء الطلق، كما يبدأ المزارعون بالتحضير للموسم الزراعي الربيعي. ويعتبر هذا الوقت مناسبًا لزراعة المحاصيل الجديدة، فيما يواصل السكان تقليل اعتمادهم على وسائل التدفئة.

أمثال وأقوال عن سعد بلع

تداول العرب قديمًا بعض الأمثال الشعبية التي تُشير إلى خصائص سعد بلع، ومن هذه الأمثال:

“سعد بلع الأرض تبلع”: ويُقصد به أن الأرض تبدأ في امتصاص الماء والأمطار وتبدأ الخضرة بالنمو.

“سعد بلع ما يخلي للنبات صنعة”: يُشير هذا المثل إلى أن سعد بلع يمنح الأرض الظروف المناسبة لبدء نمو النباتات، حيث تتهيأ لمرحلة جديدة من الخصب.

ملخص: يُعتبر سعد بلع من أهم منازل القمر التي تُبشّر بقدوم الربيع، حيث ينخفض البرد تدريجيًا ويزداد الدفء خلال النهار. تعتبر هذه الفترة مناسبة لبدء الأنشطة الزراعية الربيعية، وهي مؤشر على انتهاء الشتاء القارس وبدء التحول نحو الأجواء المعتدلة التي تميز فصل الربيع.