المنزلة القمرية الخامسة والعشرون هي “سعد الأخبية”، وهي إحدى المنازل القمرية الثماني والعشرين التي حددها العرب منذ القدم لتقسيم حركة القمر الشهرية. تعد “سعد الأخبية” منزلة مميزة لأنها تشير إلى فترة من العام تتميز بالدفء وتزايد النشاط في الطبيعة، كما تعتبر بداية اكتمال فصل الربيع واستعداد الطبيعة لدخول الصيف.

موقع وزمن منزلة “سعد الأخبية”
الموقع الفلكي: تقع منزلة “سعد الأخبية” في برج الدلو، بعد منزلة “سعد السعود” وقبل منزلة “المقدم”.
الفترة الزمنية: تبدأ هذه المنزلة تقريباً في منتصف شهر مارس وتستمر حتى أواخره، إذ تتزامن مع بداية الاعتدال الربيعي، حيث تتساوى ساعات الليل والنهار.
صفات منزلة “سعد الأخبية” وأهميتها
تعني “الأخبية” مخابئ الحشرات والزواحف التي تختبئ خلال الشتاء، وسميت هذه المنزلة بذلك لأن الكائنات الحية التي كانت في سبات أو مختبئة خلال الشتاء تبدأ بالخروج مع اعتدال الجو وارتفاع درجة الحرارة تدريجيًا. هذا التحول في المناخ يجعل هذه الفترة مميزة بالتوازن الطبيعي.
تأثير منزلة “سعد الأخبية” على الطقس والزراعة
1. الطقس: تتميز هذه الفترة باعتدال الطقس وارتفاع درجات الحرارة، كما تصبح الأجواء مناسبة للخروج إلى الطبيعة.
2. الزراعة: تعتبر “سعد الأخبية” فترة مثالية لاستكمال زراعة المحاصيل الربيعية والاهتمام بالنباتات، إذ تبدأ الأرض في الاستعداد لحرارة الصيف القادمة، وتبدأ المزروعات بالنمو بشكل أسرع في هذه الفترة.
التأثيرات الثقافية والاجتماعية
الأمثال الشعبية: يردد العرب قولهم: “إذا طلع سعد الأخبية، دهنت الأسقية، وتُركت الحُبية، وخرجت الحية”، وهذا المثل يعكس اعتدال الجو وعودة الحياة إلى البرية والنشاط الزراعي.
الأنشطة الاجتماعية: كان العرب يخرجون للاستمتاع بالطبيعة في هذه الفترة حيث يكون الجو معتدلاً، كما كانوا يستغلون هذه الفترة للقيام بالأعمال التي تتطلب طقساً معتدلاً مثل بناء البيوت الطينية أو إصلاحها.
أهمية منزلة “سعد الأخبية” عند العرب
تعتبر “سعد الأخبية” رمزا لعودة الحياة والنشاط بعد الشتاء، إذ تخرج الحيوانات والحشرات من مخابئها، وتزهر النباتات وتزدان الأرض. كما يرتبط هذا الوقت بالاعتدال الربيعي الذي يمثل تحولاً كبيرًا في المناخ.
خلاصة
تشكل منزلة “سعد الأخبية” نقطة تحول في السنة حيث يكون الطقس لطيفًا ومعتدلاً، مما يجعلها فترة ملائمة للنشاط الزراعي والخروج إلى الطبيعة.