s

٢٢.منزله سعد الزابح القمريه

سعد الذابح هو المنزلة القمرية الثانية والعشرون في التقويم العربي ضمن منازل القمر الثمانية والعشرين. وتُعدّ من المنازل التي تشير إلى بداية التحول التدريجي من الشتاء القارس نحو الاعتدال النسبي، رغم بقاء الطقس باردًا. يعتمد العرب على هذه المنازل لمعرفة الأحوال المناخية والفصول وتحديد أوقات الزراعة.

سعد الذابح: التعريف والموقع

الاسم: سعد الذابح.

الترتيب: يحتل المرتبة الثانية والعشرين بين منازل القمر.

الموقع: يقع في برج الجدي، بعد انتهاء فترة البلدة، وتأتي بعده منزلة سعد بلع.

التوقيت: يبدأ سعد الذابح مباشرة بعد انتهاء منزلة البلدة، ويستمر 13 يومًا تقريبًا، ويبدأ غالبًا في أواخر شهر يناير وفقًا للتقويم الميلادي.

مميزات منزلة سعد الذابح

المدة الزمنية: تستمر منزلة سعد الذابح، مثل بقية المنازل القمرية، لمدة 13 يومًا تقريبًا.

المناخ: تتصف هذه الفترة ببرودة الجو بشكل ملحوظ، لكنها ليست بحدة برودة منزلة البلدة التي تسبقها، ويُقال أن الطقس يبدأ في الاستقرار قليلًا مع انتهاء سعد الذابح، إذ تبدأ درجات الحرارة في الاعتدال التدريجي مع قدوم المنزلة التالية.

الأمطار: عادةً ما تكون الأجواء جافة أو مع أمطار خفيفة، ولا تكون الأمطار غزيرة بشكل عام. ورغم أن الطقس يبقى باردًا، إلا أن فرص هطول الأمطار تقل بشكل عام مقارنةً بالمنازل الشتوية السابقة.

الزراعة: في هذه الفترة، يكون الطقس باردًا لكنه أقل قسوة من السابق، ويُعتبر مناسبًا لبعض الأنشطة الزراعية المحددة، إذ يبدأ بعض المزارعين بزراعة محاصيل موسمية مقاومة للبرودة. كما يُنصح بالاهتمام بالمحاصيل القائمة وحمايتها من تأثير الصقيع المتبقي.

سعد الذابح في التراث العربي

يشتهر سعد الذابح في الثقافة العربية بكونه إشارة إلى قرب انتهاء البرد القارس وبدء التحول التدريجي نحو الاعتدال. وقد أطلق عليه العرب هذا الاسم رمزًا للبرد الذي “يذبح” كل شيء، دلالةً على البرودة المستمرة. وقد كان يُقال إن هذه الفترة تشير إلى “ذبحة الشتاء”، حيث تزداد البرودة ولكن بشكل أقل حدّة من المنازل السابقة، ما يجعل الناس يستبشرون بقرب نهاية فصل الشتاء البارد.

سعد الذابح في علم الأنواء

في علم الأنواء، يُعد سعد الذابح فترة انتقالية يبدأ فيها الشتاء بالتراجع التدريجي، ويزداد الليل قصرًا والنهار طولًا، وهذا يُعطي إيحاءً تدريجيًا بقرب انتهاء الشتاء. وقديمًا، اعتمد العرب على ملاحظة النجوم التي تظهر في هذه الفترة للاستدلال على التغيرات الموسمية وتوقع الفصول. في سعد الذابح، يظهر نجم سعد الذابح الذي يتميز بلمعانه، ما يجعله مميزًا في السماء.

تأثير منزلة سعد الذابح على الحياة اليومية

بسبب استمرار البرودة، يواصل الناس الاعتماد على وسائل التدفئة والاستعداد لليالي الشتاء الباردة. ويستمر المزارعون في حماية مزروعاتهم من أي تأثيرات ضارة نتيجة الطقس البارد. وتعتبر هذه الفترة أيضًا مناسبة لبعض الأعمال الزراعية الخفيفة، إذ إن التربة تكون قد احتفظت بالرطوبة اللازمة بعد فصل الشتاء.

أمثال وأقوال عن سعد الذابح

عُرف سعد الذابح ببعض الأمثال الشعبية التي تتداولها المجتمعات، ومنها:

“إذا دخل سعد الذابح لا تأمن السابح”: ويقصد به أن الطقس يكون باردًا ولا يُنصح بالسفر في المياه أو الاقتراب منها.

“سعد ذابح البرد ذابح”: يُشير إلى شدة برودة الطقس خلال هذه الفترة رغم أنه بداية التحول نحو الدفء.

ملخص: تعتبر منزلة سعد الذابح بداية التحول التدريجي من الشتاء القارس نحو الاعتدال، ويتميز بطقس بارد، مما يجعله استمرارًا لفترة الشتاء ولكنه تمهيد لنهاية البرد الشديد، ويستدل به العرب على بداية قرب انتهاء الشتاء والاستعداد لاستقبال الربيع قريبًا.