s

١٣.منزله العواء القمريه

المنازل القمرية هي تقسيمات يستخدمها العرب منذ القدم

لتحديد مواقع القمر في السماء، وتعرف كل منزلة بمسافة معينة يقطعها القمر يوميًا خلال الشهر القمري. هناك 28 منزلة قمرية تشكل مجموعة من النجوم التي يستخدمها العرب لمعرفة الأوقات والفصول الزراعية وتحديد أحوال الطقس.

منزلة العواء هي إحدى المنازل القمرية التي تأتي بعد منزلة السماك وقبل منزلة السماك الأعزل. وتظهر في منتصف السماء في فترات معينة من العام، ومرتبطة عند العرب القدماء بالخصوبة والزرع. تقع العواء في مجموعة من النجوم ذات الضوء الباهت مقارنة ببعض المنازل الأخرى. اسم العواء مشتق من صوت العواء أو النباح، وذلك لأن مجموعة النجوم فيها تشبه في بعض الروايات مظهر حيوانٍ يعوي.

خصائص منزلة العواء

1. الموقع والنجوم: تتألف من نجمين رئيسيين في كوكبة العذراء، ويميل لونها إلى الصفرة وتتميز بخفوت نسبي مقارنة ببعض النجوم الساطعة في منازل أخرى.

2. الأثر المناخي: يُقال إن منزلة العواء مرتبطة بطقس شديد الحرارة، ويميل الطقس إلى الجفاف مع دخول هذه المنزلة، ما يعكس بداية النصف الحار من العام.

3. التوقيت الزراعي: يتزامن دخول العواء مع فترات تُعد غير مناسبة للزراعة؛ حيث تعتبر بداية انتقال الطقس إلى الحرارة الشديدة والجفاف، ما يجعلها إشارة لبعض المحاصيل الزراعية لتكون في مراحل النضج أو الجني.

استخدامات منزلة العواء

التوقيت الموسمي: استخدمت منزلة العواء كدليل على بداية الفترات الحارة في الجزيرة العربية.

الإرشاد الملاحي: كان العرب يستدلون بهذه النجوم لتحديد المسارات في الصحراء.

التأثيرات الثقافية: ارتبطت ببعض المعتقدات والموروثات الشعبية، حيث اعتبرها البعض رمزًا للأوقات الصعبة لظروف الطقس الحار.

منزلة العواء في الفلك الحديث

في علم الفلك الحديث، لم تعد المنازل القمرية تُستخدم بالطريقة التقليدية، لكن فكرة تقسيم السماء إلى منازل للمساعدة في تتبع حركة القمر ما زالت فكرة مثيرة للاهتمام، ويُنظر إليها على أنها من أسس التراث الفلكي في شبه الجزيرة العربية.

بهذا، تظل العواء وغيرها من المنازل القمرية جزءًا من التراث العربي الفلكي ووسيلة توثيق مهمة لفهم التاريخ الزمني والموسمي لدى العرب القدماء.