s

١.منزله الشرطان القمريه

المنزلة القمرية – الشرطان

تعتبر **الشرطان** واحدة من المنازل القمرية الهامة في علم الفلك العربي، حيث تمثل بداية فصل الصيف وتغيرات الطقس. يُشير اسم “الشرطان” إلى نجمين يشكلان قرني برج الحمل، وهما من أبرز النجوم في السماء. يُعرف أحدهما باسم بيتا الحمل (Beta Arietis) ويتميز بقدر ظاهري يبلغ 2.26+، ويبعد حوالي 59.6 سنة ضوئية عن الأرض. يُعتبر طلوع الشرطان علامة على دخول الصيف، حيث يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الجو[1][2].

.

****الخصائص الفلكية للشرطان****

الشرطان هما أول المنازل القمرية الشمالية، ويظهران في السماء قبل شروق الشمس، مما يجعلهما علامة على التغيرات الموسمية. يعتقد العرب قديماً أن ظهور الشرطان يعني “اعتدال الزمان” وعودة الناس من البوادي إلى أوطانهم، حيث تنخفض مياه الغدران في المناطق الصحراوية[1][2].

تتزامن فترة ظهور الشرطان مع زيادة درجات الحرارة وهبوب الرياح الشمالية الغربية المعروفة بالبوارح، والتي تحمل الغبار والأتربة، مما يؤثر على الطقس بشكل ملحوظ. تستمر هذه الظاهرة حتى منتصف يوليو، حيث تزداد حدة الرياح وتقل الرطوبة[2].

****الأهمية الثقافية والتاريخية****

للشرطان مكانة خاصة في الثقافة العربية، حيث ربط العرب بين حركة الأجرام السماوية وتغيرات الفصول والمواسم الزراعية. كان الفلكيون العرب يراقبون النجوم ويستخدمونها لتحديد أوقات الزراعة والحصاد، مما ساهم في تطور الزراعة في المجتمعات العربية القديمة[3][4].

يُعتبر الشرطان أيضاً مؤشراً على بداية موسم الحر، حيث يُقال إن “إذا طلع الشرطان حضر الأوطان”، مما يعني أن الناس يعودون إلى ديارهم بعد فترة من التنقل[1].

****التأثيرات المناخية****

مع دخول منزلة الشرطان، يبدأ الطقس بالتحول نحو الحرارة المرتفعة والجفاف. يُلاحظ أن درجات الحرارة ترتفع بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على البيئة مثل جفاف الأنهار والمسطحات المائية. كما أن هبوب الرياح الشمالية الغربية قد يؤدي إلى حدوث عواصف رملية تؤثر على الحياة اليومية للناس[2].

تُظهر الدراسات الفلكية أن الشرطان يمثل بداية فترة حرارية طويلة تمتد لعدة أشهر، مما يجعل معرفة توقيت ظهوره أمراً مهماً للمزارعين والصيادين والناس بشكل عام.

****الخاتمة****

في الختام، تُعد منزلة الشرطان من أهم المنازل القمرية التي تحمل دلالات فلكية وثقافية عميقة. إن فهم هذه المنزلة يساعدنا على إدراك التغيرات المناخية التي تحدث خلال فصل الصيف ويعكس التراث الفلكي الغني للعرب القدماء. من خلال متابعة حركة النجوم والمنازل القمرية، يمكن للناس التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة واستغلالها لصالحهم.